مؤتمر "فتح" الأول للمقاومة الشعبية

مؤتمر "فتح" الأول للمقاومة الشعبية ضمن مفهوم ألاستراتجيه الفلسطينية لمقاومة الاحتلال

  • مؤتمر "فتح" الأول للمقاومة الشعبية ضمن مفهوم ألاستراتجيه الفلسطينية لمقاومة الاحتلال

افاق قبل 5 سنة

مؤتمر "فتح" الأول للمقاومة الشعبية ضمن مفهوم ألاستراتجيه الفلسطينية لمقاومة الاحتلال

المحامي علي ابوحبله

انطلقت، أعمال مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الأول للمقاومة الشعبية السبت الواقع في 13/10/2019 ، بمشاركة أعضاء من اللجنة المركزية، ومن المجلس الثوري، وممثلين عن الأقاليم والقرى الفاعلة، ومن لجان المقاومة الشعبية في مختلف المناطق. ويشكل المؤتمر الأول كنقطة انطلاق لتفعيل وتكريس المقاومة الشعبية ضمن ألاستراتجيه الفلسطينية لمقاومة الاحتلال وكنا نتمنى أن يعقد المؤتمر في مناطق التماس المهددة بالمصادرة أو التهويد كان يعقد في الخان الأحمر او في الأغوار أو في منطقة صور باهر حيث اقدمت قوات الاحتلال على مجزرة هدم بيوت المواطنين بجانب الجدار في حي وادي حمص التابع للسلطة الفلسطينية والمتاخم لجدار الفصل بين القدس والضفة الغربية. ويتبع الحي بلدة صور باهر التي يقع جزء كبير منها في القدس الشرقية المحتلة.

المقاومة الشعبية الفلسطينية انطلقت من ثمانيات القرن الماضي منذ اندلاع ألانتفاضه الأولى  وكان المفروض من ذاك التاريخ تبني استراتجيه وطنيه فلسطينيه لتطوير مفهوم المقاومة الشعبية والعمل  نحو تعزيز وتكريس المقاومة الشعبية لمقاومة ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية حتى تحقيق الاستقلال وكنس الاحتلال من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة

 المقاومة الشعبية هو مفهوم مغاير للمقاومة العسكرية أو المقاومة المسلحة ، المقاومة حق مشروع كفلته القوانين والمواثيق الدولية وضمنته اتفاقية جنيف ومعاهدة لاهاي للإقليم المحتل الحق بمقاومة الاحتلال العسكري الغير المشروع ، إن التحكم الأحادي الأمريكي للعالم والتصنيفات التي دأبت أمريكا بتصنيفها بحق حركات المقاومة واعتبار المقاومة عمل إرهابي هو تصنيف مغاير لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي أعطت مشروعيه لمقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والسبل للإقليم المحتل .

  المقاومة المسلحة في ظل الوضع الذي عليه الشعب الفلسطيني تعد مقاومة انتحار نظرا لتمتع إسرائيل بالقوة الغاشمة وبالإمكانيات التكنولوجية وبتحكمها بحياة المواطن الفلسطيني في ظل انعدام الدعم المادي والعسكري واللوجستي لأية مقاومه تنطلق من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، كما أن إمكانيات الشعب الفلسطيني تكاد تكون محدودة لأية مقاومه عسكريه بفعل تحكم إسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة ، وجميعنا يذكر الوضع الفلسطيني منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 ولغاية الآن وما تعرض له قطاع غزه من حرب مدمره عام 2008 حيث معاناته المستمرة ولغاية الآن وهذا ما يعطينا الدلالة على أن المقاومة العسكرية في ظل الوضع الإقليمي والدولي تكاد تكون مستحيلة الأمر الذي يتطلب التكيف مع الوضع الإقليمي والدولي والعربي والعمل على تفعيل مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والسبل من اجل إنهاء سيطرة وتحكم الاحتلال الإسرائيلي بمقدرات الشعب الفلسطيني وتقصير أمد الاحتلال الإسرائيلي من خلال تأليب الرأي العام الدولي على الاحتلال وممارساته وتجنيد القوى الفاعلة والضاغطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .

 لقد تمكن الاحتلال من فرض هيمنته وفرض وجوده على الأرض الفلسطينية وتمكن من قلب الحقائق والوقائع على الأرض من خلال انتزاع الأرض من الفلسطينيين وفرض هيمنته من خلال تكريس الاحتلال وبناء المستوطنات والاستيلاء على الأراضي والمياه والسيطرة على المعابر والحدود وفرض سياسة الطوق الأمني وتحويل الأرض الفلسطينية إلى كنتونات وتمكنت قوات الاحتلال من التحكم بالمعيشة اليومية للشعب الفلسطيني والتحكم بالموارد الفلسطينية وبناء المصانع الاسرائيليه فوق الأرض الفلسطينية واستغلال الأيدي العاملة الفلسطينية لصالح الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي أصبح الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية احتلال مربح وتجني إسرائيل من وراء احتلالها للأرض الفلسطينية مرابحة اقتصاديه وأصبح الاحتلال بمثابة استثمار لحكومة الاحتلال ؟؟؟؟؟

 وهنا تكمن المعادلة بكيفية مناهضة مخططات الاحتلال ؟؟؟ وبضرورة أن يصبح الاحتلال الإسرائيلي عبئا على إسرائيل وشعبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذا يكمن في كيفية تفعيل المقاومة الشعبية ، تلك المقاومة التي يكون بمقدورها مناهضة ومقاومة الاحتلال ، ولا تكمن المقاومة الشعبية بتظاهره هنا واحتجاج هناك او اجتماعات وغيرها  ، وإنما تقع ضمن خطه منهجيه وعمليه لكيفية وضع استراتجيه للمقاومة الشعبية لمواجهة مخططات الاحتلال وإلحاق خسائر بالاحتلال الإسرائيلي وقلب المعادلة من احتلال مربح يجني الاحتلال أرباح من جراء تكريس الاحتلال إلى احتلال مكلف تتحمل حكومة الاحتلال خسائر اقتصاديه من جراء احتلالها واستمراره بالتحكم بالشعب الفلسطيني وهنا تكمن المعادلة إذ أن إسرائيل حولت الضفة الغربية وقطاع غزه إلى سوق استهلاكي لمنتجاتها وحولت الاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد خدمات واقتصاد استهلاكي ليس إلا تجني إسرائيل الأرباح من جراء ذالك وتحقق مردود مادي من جراء بيع منتجاتها وتحصيل الضرائب على الاستيراد وغيره وهنا تكمن المعادلة في كيفية عمل تلك الحسابات وتحويلها من مكاسب إلى خسائر للاحتلال إنها معادلة ومفهوم المقاومة الشعبية وهنا نسوق الامثله على ذالك التي تتطلب من الحكومة الفلسطينية ومن كافة المؤسسات والجمعيات المدنية والنقابات المهنية والقوى والفصائل الفلسطينيه  لتشكيل  هيئه عليا يكون بمقدورها وضع خطه عملية لكيفية تفعيل المقاومة الشعبية ومواجهة المرافق ألاقتصاديه للاحتلال الإسرائيلي .

وباستعراضنا  للتوصيات التي خرج منها مؤتمر فتح الذي عقد ، تحت عنوان "مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأول للمقاومة الشعبية"، بالشراكة بين حركة "فتح" و"هيئة مقاومة الجدار والاستيطان". حيث خرجت صياغة  التوصيات للنهوض بالمقاومة الشعبية مقسمة إلى سبع لجان، هي: لجنة رؤية حركة "فتح" للمقاومة الشعبية، ولجنة الحراسة والحماية من اعتداءات المستوطنين، ولجنة المقاطعة ومناهضة التطبيع، ولجنة العلاقات الخارجية، ولجنة الإعلام، ولجنة برنامج المقاومة الشعبية.

ومن بين التوصيات التي تلاها مقررو اللجان أوصت لجنة الرؤية التي تلا ورقتها القيادي بفتح جهاد رمضان، بالنهوض بالمقاومة الشعبية بحيث يصار إلى استنفار كافة القوى الشعبية، وفتح جبهات مقاومة ونقاط تماس في القرى القريبة من المستوطنات والطرق الالتفافية، والعمل على تفعيل الإطار القيادي على مستوى مفوضية التعبئة والتنظيم بالحركة الذي يعنى بالمقاومة الشعبية.

كما أوصت اللجنة بالعمل على تشكيل إطار قيادي يضم فصائل منظمة التحرير واستنساخه لكافة المحافظات لوضع أسس العمل وضمان مشاركة كل الفصائل بالفعاليات والمقاومة الشعبية.

وطالبت التوصيات المؤسسات الرسمية بالانسجام مع لجان المقاومة، وتفعيل لجان الحراسة، وتعزيز مفهوم العمل التطوعي لتعزيز المشاركة في المقاومة الشعبية، والعديد من التوصيات المتعلقة بالإعلام والعلاقات الخارجية وتفعيل العمل الشعبي.

ونحن نستعرض اللجان والتوصيات التي خرج منها المؤتمر ،   لم نلمس خطة عمل وبرنامج وطني يكرس على ارض الواقع مفهوم المقاومة الشعبية  ليشكل مرجعيه لجميع القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وكافة شرائح المجتمع الفلسطيني ، وضمن أولى الأولويات والاهتمامات التي تتطلبها المقاومة الشعبية تجفيف ينابيع المستوطنات ضمن معادل تحويل الاحتلال من احتلال مربح إلى احتلال خاسر  وهذه تتطلب وقف الأيدي العاملة الفلسطينية التي تعمل في المستوطنات بالبناء وبالمصانع وبالزراعة والخدمات  مضافة إلى تفعيل مقاومة المنتجات الاسرائيليه المصنعة بالمستوطنات وتسويقها بالسوق الفلسطينية ،ومنع كل البضائع المستوردة من إسرائيل ويوجد لها بديل في الضفة الغربية وقطاع غزه ومنع التعاطي معها لوجود البديل الفلسطيني وهناك قائمه طويلة من تلك المنتجات التي بمستطاع الشعب الفلسطيني أن يستغني عنها  ضمن خطة تفعيل المقاومة الشعبية ومناهضة الاحتلال لأجل أن يتخلص الشعب الفلسطيني  من الاحتلال .

 المقاومة الشعبية تتطلب بناء اقتصاد فلسطيني مستقل  ضمن خطة وطنيه  تقودنا إلى كيفية استغلال الأرض والنهضة الزراعية وتشجيع تعاونيات الإسكان والتوفير والتسليف وتعاونيات استهلاكية في كافة المناطق المهمشه وتقع في مناطق سي  ومن من شانها استيعاب الأيدي العاملة الفلسطينيه في المستوطنات ،  باختصار المقاومة الشعبية ليست شعار يرفع وليست مظاهره هنا وهناك إنها عمل مقاوم عمل سلمي يختطته الشعب الفلسطيني لأجل مقاومة المحتل ومواجهة إمكانياته العسكرية بإمكانيات الشعب المحتل المدنية لمواجهة المحتل وإنهاء احتلاله ، فهل نجسد المقاومة الشعبية بالفعل والقول والعمل ضمن خطه منهجيه عمليه ، لمقاومة الاحتلال بشعار اعمل من اجل أن تنهي الاحتلال وقاطع من اجل أن تتحرر من قيود الاحتلال وشد الاحزمه على البطون من اجل تقنين استعمال المواد الغذائية الموردة من إسرائيل فهل بمقدورنا خوض معركة المقاومة الشعبية بكل ما تعنيه من كلمه لمناهضة الاحتلال

 

 

 

 

التعليقات على خبر: مؤتمر "فتح" الأول للمقاومة الشعبية ضمن مفهوم ألاستراتجيه الفلسطينية لمقاومة الاحتلال

حمل التطبيق الأن